التخريج: رواه البيهقي في السنن الكبرى (9/220) وابن أبي شيبة في المصنف (7/388) وأحمد في المسند (4/324_329) والطبراني في الكبير (20/11) والطبري في تاريخه (2/119) وفي تفسيره (26/98) وابن كثير في الفسير (4/199)
قال ابن حجر في الفتح (5/340) :
قوله ((فقال له أبو بكر الصديق)) زاد بن إسحاق وأبو بكر الصديق خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد فقال قوله (( امصص بظر اللات)) زاد بن عائذ من وجه آخر عن الزهري وهي أي اللات طاغيته التي يعبد أي طاغية عروة.
وقوله ((امصص)) بألف وصل ومهملتين الأولى مفتوحة بصيغة الأمر وحكى بن التين عن رواية القابسي ضم الصاد الأولى وخطأها.
والبظر بفتح الموحدة وسكون المعجمة قطعة تبقى بعد الختان في فرج المرأة .
واللات اسم أحد الأصنام التي كانت قريش وثقيف يعبدونها وكانت عادة العرب الشتم بذلك لكن بلفظ الأم فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه.
وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار.
وفيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك.
وقال بن المنير في قول أبي بكر تخسيس للعدو وتكذيبهم تعريض بالزامهم من قولهم إن اللات بنت الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بأنها لو كانت بنتا لكان لها ما يكون للإناث...اهـ
قلت: (أبو عبد الله) قول الحافظ (وكانت عادة العرب الشتم بذلك لكن بلفظ الأم) يدلّ عليه ما رواه صاحب طبقات المحدثين بأصبهان (1/153) :
وذكر أن الحجاج بن يوسف ولى على أصبهان وهزاذ بن يزداد الدفع وكان بن عم لكاتبه فكتب في بعض روينا مقامه بأصبهان إلى الحجاج كتابا وصف فيه اختلال حال أصبهان ويسأله نظرا لهم ببعض خراجهم فكتب إليه الحجاج:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني استعملتك يا وهزاذ على أصبهان أوسع المملكة رقعة وعملا وأكثرها خراجا بعد فارس والأهواز وأزكاها أرضا حشيشها الزعفران والورد وجبالها الإثمد والفضة وأشجارها الجوز واللوز والكروم الكريمة والفواكه العذبة طيرها عوامل العسل وماؤها فرات وخيلها الماذيانات الجياد أنظف بلاد الله طعاما وألطفها شرابا واصحها ترابا وأوفقها هواء وأرخصها لحما وأطوعها أهلا وأكثرها صيدا فأنخت يا وهزاذ عليها بكلكل اضطر أهلها إلى مسألتك ما سألت لهم لتفوز بما يوضع عنهم فإن كان ذلك باطلا ولا أبعدك عن ظن السوء فسترد فتعلم وإن صدقت في بعضه فقد أخربت البلد أتظن يا وهزاذ انا ننفذ لك ما موهة وسحبة من القول وقعدت تشير علينا به فعظ يا وهزاذ على غرلة أير أبيك ومص بظر أمك فأيم الله لتبعثن إلى بخراج أصبهان كله أو لأجعلنك طوابيق على أبواب مدينتها فاختر لنفسك أوفق الأمرين لها أو ذر والسلام. اهـ
وذكر سنيد عن زيد بن الحباب عن ابن أبي معشر عن شرحبيل بن سعد قال لقى العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة حين ابنة عمرة القضية فقال له العباس يا رسول الله تأيمت ميمونة بنت الحارث بن حزن بن أبي رهم بن عبد العزى هل لك في أن تزوجها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم فلما أن قدم مكة أقاما ثلاثا فجاءه سهيل بن عمرو في نفر من أصحابه من أهل مكة فقال يا محمد اليوم آخر شرطك فقال دعوني أبتني بامرأتي وأصنع لكم طعاما فقال لا حاجة لنا بك ولا بطعامك فقال له سعد يا عاض بظر أمه أرضك وأرض أمك نحن دونه لا يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يشاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهم فإنهم زارونا لا تؤذيهم فخرج فبنى بها بسرف. اهـ الاستيعاب (4/1917)
(الفتح 7/398-399) عند شرح الحديث رقم 3844 : في قصة قتل وحشي لحمزة رضي الله عنهما:
ألا تخبرنا بقتل حمزة قال نعم ..إلى أن قال: فرأيت رجلا إذا حمل لا يرجع حتى يهزمنا فقلت من هذا قالوا حمزة قلت هذا حاجتي قوله يا بن أم أنمار بفتح الهمزة وسكون النون هي أمه كانت مولاة لشريق بن عمرو الثقفي والد الأخنس قوله مقطعة البظور بالظاء المعجمة جمع بظر وهي اللحمة التي تقطع من فرج المرأة ثم الختان قال بن إسحاق كانت أمه ختانة بمكة تختن النساء أه والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم والا قالوا خاتنة.اهـ