أبوعبد الرحمن صادق
عدد الرسائل : 3 تاريخ التسجيل : 19/05/2007
| موضوع: الإهتمام بعلوم الكتاب و السنة2 الثلاثاء يونيو 05, 2007 1:41 am | |
| فالذي يعيش على الكتاب والسنة ومع الكتاب والسنة هذا يعيش مع النور في قلبه ومع النور في جوارحه و مع النور في طريقة و مع النور في جميع أحواله لهذا قال ربنا في كتابه الكريم : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)فالذي يعيش مع الكتاب والسنة مثله كمثل الذي يعيش في نور ساطع يستضيء به في جميع المجالات وفي جميع الطرق وفي جميع الأحوال ومثل الذي يعيش بين المعاصي والبدع والشهوات المحرمة والانحرافات كمثل الذي يعيش ظلام دامس لا يدري أين يضع قدمه ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم : (وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ ) الفرق شاسع بين شخص أعمى لا يرى ما بين يديه ولا يرى ما حوله وبين شخص له نور يستنير به وينظر ينظر إلى الحياة وينظر إلى ما يوجد في صرح هذه الحياة فشتان ما بين هذا وهذا هذا يبصر ويميز فالذي ليس له نور والذي ليس له بصر هذا لا يميز بين المخلوقات ولا يميز بين المرئيات وأما من كان له نور ينظر به إلى المخلوقات فإنه يميز بين الألوان بإذن الله وهكذا حالة من يتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويسير على المنهج الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والذي سلكه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا ينين الله سبحانه وتعالى حالة من يكون له نو ر ومن لم يكن له نو ر ما الفارق بين الفريقين قال ربنا في كتابه الكريم : (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور من لم يأخذ حظه من علم الكتاب والسنة فليس له من نور ولهذا ي كون النور عند المسلم بقدر ما تعلم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكلما ازداد علمه ازداد النور الذي عنده بأمر الله عز وجل. فالعلم هو النور الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ، ولهذا الله عز وجل يقول في هذه الآية الكريمة : (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) ومن لم يجعل الله له نور فمن الذي سيعطيه نورا ومن أين له هذا النور الذي يميز به بين هذه الأمور فلا نور إلا لم أعطاه الله سبحانه وتعالى ولهذا هذا النور العظيم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينبغي على المسلمين جميعا أن يتسابقوا عليه وأن يستبقوا إليه وأن يتضلعوا منه وأن يستكثروا منه فمن كان مستنيرا في الدنيا بعلوم الشريعة فهو الذي سيستنير في الآخرة بإذن الله رب العالمين ولهذا قال ربنا في كتابه الكريم : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) فالذين يتبعون النور الذي أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هؤلاء هم أهل الفلاح بإذن الله رب العالمين وهم أهل النجاة بإذن الله هم أهل الفلاح في الدنيا وهم أهل الفلاح في الآخرة ولهذا ينبغي على المسلم إذا أراد أن ينجو من المهالك وأن ينجو من مهاوي الردى أن يتضلع من هذا النور الذي أنزله الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين ليستنير به في ظلمات الجهل والمعاصي فالله عز وجل يتكفل لكل من طلب منه الهداية ولكل من استقام على طاعته وسلك طريق نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتكفل الله عز وجل له أن يخرجه من جميع الظلمات وأن ينقله إلى النور بإذنه سبحانه وتعالى .ولهذا قال الله : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ومن هنا يجب أن نفهم أن الدعاة الذي يدعون إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى منهج صحابة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهم الذين يسعون لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وأما الذي يدعون الناس إلى البدع ويدعون الناس إلى المعاصي ويدعون الناس إلى الفساد فهؤلاء هم الذي يخرجون الناس من النور إلى الظلمات كما قال الله : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) لهذا ينبغي على جميع المسلمين أن يستكثروا من هذا النور الذي أنزله الله سبحانه وتعالى وأن يتضلعوا منه وان يكثروا منه لأنه هو سبيل النجاة بفضل الله سبحانه وتعالى هو سبيل النجاة للمؤمنين في هذه الدنيا وفي الآخرة بإذن الله رب العالمين ولهذا الله سبحانه وتعالى يبين في كتابه الكريم ان هذا النور الذي أنزله إلى يستطيع أحد أن يطفئه إذا دخل قلوب العباد بإذن الله سبحانه وتعالى فمن كان متمسكا بالكتاب والسنة لن يستطيع أحد أن يطفئ نور قلبه ولا يستطيع أن يضله أحد إلا إن يشاء الله . قال ربنا في كتابه الكريم : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) ولو كره الكافرون فالله عز وجل يأبى إلا أن يتم هذا النور ، وهذا النور الكامل الساطع الواضح الجلي الذي لا يكدره مكدر ولا يغير صفاءه شيء هذا في منهج أهل السنة والجماعة الذين يسيرون على طريق السلف الصالح الذين أمرنا بالسلوك سبيلهم والمضي على طريقهم .ولهذا يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو يبين لنا في بعض وصاياه قال : أنه ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتوءدة فإن الرجل يكون تابعا في الخير خير من أن يكون رأساً في الضلالة " كهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه يأمرنا أن نسلك طريق الهدى وأن نبتعد عن طريق البدع وعن الأمور المخالفة التي تكون مخالفة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقول ابن مسعود : اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وكل بدعة ضلالة " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم أي قد كفانا غيرنا فالصحابة رضي الله عنه و أرضاهم قد وضحوا لنا الطريق وقد جاء لهم الحق من عند الله رب العالمين فأصبح الطريق واضحاً فما بقي بعد الحق إلا الضلال وما بقي بعد طريق الله إلا طريق الشيطان عياذا بالله رب العالمين .ولهذا يجب على كل مسلم أن يحذر من طريق الضلال ومن طريق الزيغ ، فهذا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يأخذ حجرين فيضع أحدهما على الأخرى ثم يقول لأصحابه : هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور ؟ قالوا : يا أبا عبد الله ما نرى بينمها من النور إلا قليلاً قال : والذي نفسي بيده لتظهرن البدع حتى لا يُرى من الحق إلا قدر ما ترون ما بين هذين الحجرين من النور " ، يقول : "والله لتفشون البدع حتى إن ترك منها شيء قالوا : تركت السنة أي حتى إذا ترك شخص من الناس شيئا من البدع قالوا فلان ترك السنة " .هكذا يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقد كانوا بنور الله وبما أعطاهم الله من النور ولهذا فهموا أن البدع ستنتشر في المستقبل وأن المخالفات ستنتشر في المستقبل ولهذا حذروا من البدع وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء ذلك عند أبي داود والترمذي وابن ماجة وعند الإمام أحمد من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه : (قال وعظنا رسول الله موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش بعدي يرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ] هذا الحديث العظيم دليل على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ أنه أخبر بالتفرق والتمزق في صفوف هذه الأمة أخبر قبل أن يكون ولهذا كان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام فالصحابة الذين طالت أعمارهم وتأخر موتهم نظروا إلى تلك الفرق التي ظهرت التي خالفت كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد ظهرت أصول الفرق الضالة في زمن الصحابة ظهرت القدرية وظهرت الشيعة وظهرت الخوارج وكذلك في المتأخرين ظهرت المعتزلة وهكذا بقية البدع التي ظهرت فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( فإنه من يعش بعدي يرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) ولهذا دعوة أهل السنة والجماعة في اليمن تدعو جميع المسلمين إلى وحدة الصف وإلى جمع الكلمة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن يلتحق الآخر بالأول أن يلتحق المتأخرون بالأوائل ، بالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ، فالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم هم الذين سلموا من البدع والمخالفات وهم الذين كانوا أسلم من جميع القرون المتأخرة فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو : (وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها )فالرسول بين أن السلامة كل السلامة وأن العافية كلها في الصحابة رضي الله عنهم ؛ ولهذا لم يثبت أن أحدا من الصحابة أندرج تحت بدعة أو تكلم بالبدعة أو خاض في أسماء الله وصفاته بل كانوا على طريق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن طعن في الصحابة فهو منحرف ضال وهو عدو للإسلام لأن الذي يريد أن يطعن بالشهود للإسلام إنما يريد أن يطعن بالشهادة والشهادة هي الإسلام فالصحابة رضي الله عنهم هم وأرضاهم حملة هذا الدين وهم حملة القرآن والسنة فالذي يطعن فيهم فقد طعن في القرآن و السنة ، فطعنه مردود في نحره فهو مرفوض وهو مرفوض من أوساط الأمة لا يقبل في أوساط الأمة ولهذا يجب علينا جميعا أن نسلك هذا الطريق الذي سلكه أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد كانوا أتقى الناس وأبر الناس من بعد نبيهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا أخوة الإيمان هذا العلوم وهذه المواقع العلمية التي تُفتح من أجل نشر الكتاب والسنة إنما الغاية منها من أجل تصحيح مفاهيم الأمة ،ومن أجل تصحيح وضع المسلمين ، ومن أجل تصحيح عقائد المسلمين ، ومن أجل تصحيح عبادات المسلمين ، ومن أجل تنبيه الغافلين الذي هم في غفلة والذين تحكمت في نفوسهم الأهواء وتحكمت في نفوسهم الغفلة . | |
|