(( من أكاذيب المليبارية ))
في هذا الوقت الذي كثرت فيه الفتن ، وذهب العلماء الربانيون -من أمثال شيخنا المحدث الألباني وشيخنا الفقيه الورع
ابن باز وشيخنا الفقيه العلامة ابن عثيمين رحمهم الله تعالى - ظهرت رؤوس أهل الضلال والبدع ، وأصبحوا هم
الذين يديرون الناس بفتاواهم الضالة .فيتخبط الناس في ظلمات الجهل والخروج والتكفير والأهواء ؛ نعم بقية السلف
لن تنتهي كما أخبرنا النبي -عليه الصلاة والسلام - من بقاء طائفة من أمته - صلى الله عليه وآله وسلم - على
الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة ؛ إلا أنه لا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه
كما أخبر المصطفى -عليه الصلاة والسلام - ، وبين يدي الساعة أيام ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم بموت العلماء .
وقد ظهرت بدعة جديدة على الناس وهي المليبارية ,التي تزعم أن العلماء المتأخرين لا يمكنهم أن يستدركوا على
العلماء المتقدمين ! لكن الله - تعالى - كشف مكر هؤلاء الضالين عن سبيل المؤمنين بالردود المتتالية عليهم ؛ فقصمت
ظهورهم ، وأبدت عوارهم ، وخلخلت صفوفهم .
فمن الأمثلة الكثيرة - والكثيرة جداً - على جهل المليبارية ما رواه ابن أبي عاصم في ( الآحاد والمثاني ) 5 /
165 برقم ( 2703 ) من حديث ابن البجير - أو أبي بجير كما في بعض الروايات - قال :" أصاب رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم - جوعاً ( كذا ) يوماً فوضع حجراً على بطنه ثم قال : (( ألا رب نفس طاعمة ناعمة
في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ؛ ألا يارب نفس جائعة عارية في الدنيا ، طاعمة ناعمة يوم القيامة ؛ ألا يارب
مكرم لنفسه وهو لها مهين ؛ ألا يارب مهين لنفسه وهو لها مكرم ؛ ألا يارب متخوض ومنفق مما أفاء الله -عز وجل
- على رسوله ، ماله عند الله -عز وجل- من خلاق ؛ ألا وإن عمل الجنة حزنة بربوة ؛ ألا وإن عمل النار سهلة
بشهوة ؛ ألا يا رب شهوة ساعة أورثت صاحبها حزناً طويلاً )) .قال ابن أبي عاصم : إسناده ثقات عن ثقات حسن !!
قلت : في هذا عبرة للمعتبرين ! فقد وهم ابن أبي عاصم -رحمه الله تعالى- وهماً شديداً في هذا الحكم ؛ ففي إسناده
سعيد بن سنان الشامي أبو مهدي وهو وضاع عند الدارقطني ، وضعفه جداً عدد من الأئمة , ( التهذيب ) 2 / 25
- 26 ؛ذكر ذلك ابن حجر في ترجمة سميه : سعيد بن سنان البرجمي .
وقد خرجت الحديث - بحمد الله تعالى - في " صفة الجنة " للحافظ أبي نعيم الأصبهاني برقم ( 44 ) وتكلمت على
شيء من الفوائد الأخرى ,منها : أن للحديث شاهداً لقوله : (( ألا وإن عمل الجنة حزن بربوة ؛ ألا وإن عمل النار
سهلة بشهوة )) من رواية شداد بن أوس -رضي الله عنه- عند أبي نعيم برقم ( 45 ) بإسناد ضعيف فقط ، فتظل
الزيادة ضعيفة , لا موضوعة كباقي الحديث .
هذا وأسأل الله تعالى أن يبصر المغرورين بالمليباري بهذه العبرة ، فيعودوا إلى رشدهم .
اللهم اجعلنا هداة مهتدين
http://www.sahab.net/sahab/showthread.php?s=d8f6c15e0ca88c4286404e17642defc5&threadid=290591