الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
فهذه فتوى لفضيلة الشيخ /يحيى بن علي الحجوري حول تحديد النسل
حكم تحديد النسل وتنظيمة
نص السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: هذت سؤال نقدمه لأهل العلم - حفظهم الله تعالى - والسؤال هو: ما حكم تحديد النسل وتنظيمه للأغراض الآتية: 1- خوفًا من كثرة الأولاد مما يؤدي إلى الفقر؟ 2-خوفًا من سوء تربية الأولاد 3- وهل المرض من الأعذار المبيحة لتحديد النسل وتنظيمه؟ فإذا كان كذلك فما هو ضابط هذا المرض؟ 4- وهل هناك وسائل شرعية لتحديد النسل أو تنظيمه؟ 5- وهل يجوز عمل العمليات الجراحية التي تسمى (بالربط أو قطع قناة فالوب)؟ أفتونا مأجورين على كل فقرة من فقرات السؤال،، وجزاكم الله خيرًا.
نص الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
تحديد النسل أو ما يسمى بتنظيمه المؤدي إلى إيقاف النسل أو تقليله، كل ذلك محرم، فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على تكثير النسل بقوله ((تزوجوا الولود الودود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)).
وتحديد النسل خوف الفقر فكرة جاهلية مخالفة للفطرة الإسلامية، قال تعالى عن المشركين {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا} وأخبر سبحانه أنه هو الذي يرزقهم فقال: {وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم} وقال تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون * فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}.
ولا يبرر ذلك الخوف من عدم القدرة على حسن التربية؛ فإن الهداية من الله، وعلى ولي الأمر إذا رزق من الولد أن يصبر على تربيتهم تربية حسنة، فيثاب على ذلك، قال النبي صلى الله عيه وسلم: ((من ابتلي من هؤلاء البنات بشيء فصبر عليهن كن له سترًا من النار)) أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له)) والله عزوجل يقول: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة}.
وليس كل مرض يبيح تنظيم النسل، ولكن المرض الذي يتأكد منه مهرة الأطباء الصادقين أن المرأة إذا حملت وهو فيها أنها ستتضرر، ربما يؤدي إلى إتلافها، أو إلى ما لا تطيقه ، هذا يبيح استعمال علاج مؤقت لمدة زال ذلك المرض أو تخفيفه، أخذًا من قول الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيما}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم ((لا ضرر ولا ضرار)) ويؤخذ من هذين الدليلين ومثلهما أنه لو دام المرض على الوصف المذكور فللمريضة البقاء على عدم الحمل، ومن الأدلة عليه أيضًا قول الله تعالى: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها}، وقوله: {فاتقوا الله ما استطعتم}، ويدخل تحت الأدلة المذكورة في تحريم تحديد النسل: نا يمسمى بقطع قناة فالوب؛ فإني أخبرت أنه قطع للنسل، وأنصح بالبعد عن استعمال حبوب منع الحمل لما ذكر الأطباء الصادقون وعرف من التجارب في ذلك من الضرر، وفي الحديث: ((لا ضرر ولا ضرار)).
وبالله لتوفيق.
يحيى بن علي الحجوري
----------------------------------------------------
وهذا رابط الفتوى http://www.sh-yahia.net/fatwa.php?fatwa_id=257