و هل هم على عقيدة عمر ؟
هل هم على توحيده ؟
هو قبَّلَ الحجر و قال : " إنك حجر لا تنفع و لا تضر ؛ و لو لا أني رأيت رسول الله - صلى
الله عليه و سلم - فعل ذلك لما فعلته " بينما هم يطوفون بالقبور و يدعون أهلها و و و
و هم على الرهبنة التي ما أنزل الله بها من سلطان لا على الزهد المطلوب ؛ فالزهد هو ترك ما
لا ينفع في الآخرة , فهو أعم من الورع - لأن الورع هو ترك ما يضر في الآخرة - ؛ و هل
هم تركوا ما يضرهم ؟ الجواب لا , هل ترك ما يضره في الآخرة من يحلق لحاه و يسبل ثيلبه ؟
بل تركوا ما أباحه الله لهم , زاعمين أن ذلك زهد ؛ و قد قال النبي - صلى الله عليه و سلم -
حين نهى عن الكبر و قال له أحد الصحابة : إن أحدنا يحب أن تكون ثيابه جميلة ؛ فقال -
صلى الله عليه و سلم - : (( إن الله جميل يحب الجمال ؛ الكبر بطر الحق و غمط الناس ))
؛ لكن هؤلاء المساكين لا يعرفون إلا الأحاديث الموضوعة المكذوبة , و لا يأخذون من الصحيح
إلا و هم يحرفون معناه -كما هنا- . ضف إلى ذلك , هل عمر - رضي الله عنه - كان على
زهدكم المزعوم ؟ للنظر ذلك في سيرته؛و هل كانت له طريقة كما لكم طرق مبتدعة في العبادة ؟
و هل الصحابة - بل السلف كلهم - فهموا من قوله ما فهمه الصوفية الضُلاَل , فزهدوا زهدهم
المبتدع ؟ الجواب كلا و حاشا ؛ فالسلف كانوا أتقى الناس و أورعهم و أزهدهم و أعلمهم, و ما
كانوا على ما الصوفية عليه ؛ فالصوفية من أجهل الناس بدين الله - عز و جل - و من كبار
مبغضي السنة.
و الأثر الذي استشهدوا به , جاء من طرق عدة , كلها فيها مقال , لكن بمجموعها يرتقي إلى
الحسن ؛ و قد جاء فيه " إياكم و زيّ الأعاجم " و هل الصوفية كذلك ؟ نرى كثيرا منهم يلبسون
ثياب الكفار كالبنطال و غيره ؛ فترى كثيرا من أئمة المساجد الذين تخرجوا من الزوايا الصوفية ,
يدخل إلى المقصورة بعد الصلاة و ينزع رداءه ثم يخرج بالبنطال عياذا بالله
فهم ممن صدق فيهم قوله - تعالى - :(( أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض ))
و فيما يخص مسألة الأخذ من شرع ما قبلنا , فالعلماء قالوا إذا كان شرع من قبلنا لا يخالف
شرعنا , فهو شرع لنا ؛ و مثال ذلك قوله - تعالى - لليهود في سورة البقرة : (( و أقيموا
الصلاة و آتوا الزكاة و اركعوا مع الراكعين )) فاستنبط العلماء منها دليل آخر لوجوب صلاة
الجماعة , حيث قال :((و اركعوا مع الراكعين )) و غير ذلك من الأمثلة ؛ فشرع من قبلنا من
من الأدلة الشرعية فيما وافق شرعنا , و الله أعلم .
و أنصحك بترك السماع للأهل البدع , لأن القلوب ضعيفة و الشبه خطافة , و قد نهى السلف
عن مجادلتهم فما بالك بالسماع لهم .
و السلام عليكم