بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه أسئلة وجهت إلى الشيخ عبدالعزيز الراجحي حول معاملة أهل البدع ، وذلك في شرحه للإبانة الصغرى لابن بطة رحمه الله. أردت نقلها لكم للفائدة. وللعلم فالشيخ عبدالعزيز الراجحي الكبير وليس الشاب وقد اختلط على بعض الأخوة فالشاب هو ابن فيصل وهو آخر، نسأل الله أن يهديه.
======= س : هذا يقول فضيلة الشيخ: إذا كان الشخص يظهر الدعوة إلى السنة، غير أن له بطانة من أهل الأهواء، هل يحذر منه من يعرف حقيقة أمره؟ وإذا سكت فهل يخرج من التبعة ؟.
ج : نعم، هذا الرجل الذي يزعم أنه من أهل السنة، أو يظهر السنة، وله بطانة من أهل البدع، ينصح أولا، ينصح فينفر، فيحذر منه، وكما سمعنا في الآثار والنصوص، اللي مرت الكثيرة، تحذير من أهل البدع، وأن كثيرا من هذه الآثار، التي مررنا فيها، أن من تبع جنازة مبتدع، لا يصلون عليه، ومن زاره كذلك لا يصلون عليه، ومن جلس معه لا يصلون عليه.
وهؤلاء يتخذهم بطانة له -أهل الأهواء-، فهذا ينصح، فإن لم يقبل النصيحة، فإنه يهجر، ولا يسلم عليه، ولا تجاب دعوته، ولا يزار، حتى يتوب من جعل أهل الأهواء بطانة له، فالواجب إبعاده عن أهل الأهواء، وما جعلهم بطانة له، إلا لمرض في قلبه، نسأل الله السلامة والعافية، كيف يتخذ أهل البدع، وأهل الفسق وأهل الكفر بطانة له.
==========
س : أحسن الله إليكم، وهذا سائل من الاخوة الحضور يقول: هل يجوز للعامي أو المبتدئ في طلب العلم أن يخالط أهل الأهواء والبدع أو يلزمه هجرانه.
ج : نعم، ليس للإنسان أن يخالط أهل الأهواء، كما سمعتم في الآثار، الواجب البعد عن أهل الأهواء والبدع، لا يجالسهم الإنسان، ولا يخالطهم، ولا يزورهم، ولا يزورونه، ولا يجيب دعوتهم، حتى يتركوا بدعتهم؛ لئلا يعدوه، فهم يعدونك كما يعدي الصحيح الأجرب. هذا الواجب عليك، أن تخالط أهل السنة والجماعة، تبتعد عن أهل البدع، لا تجالسهم، ولا تخالطهم، ولا تسمع كلامهم، ولا تجيب دعوتهم، ولا تزور مريضهم، ولا تغسل ميتهم، ولا تتبع جنازتهم، كما سمعت في الآثار، عن العلماء وعن الصحابة، في هجر أهل البدع، نعم.
===========
س : أحسن الله إليكم، وهذا يقول: ما رأيكم فيمن يقول: بأن ردود العلماء على أهل البدع ودعاتها في هذا الوقت، تقوي شوكة الأعداء، وتشق صفوف المسلمين .
ج : ليس بصحيح، هذا باطل، الرد على أهل البدع تضعف بدعتهم، إذا سكتنا زادت بدعتهم وقويت، هذا نريد أن نسكت، حتى تظهر البدعة وتتقوى، ولا يوجد من يرد عليها، هذا من إبطال الباطل، تتقوى بدعتهم، إذا سكت أهل السنة والجماعة، إذا سكتوا ظهرت البدعة، وانتشرت وقويت، لكن إذا رد عليها أهل السنة، وبينوها وكشفوا عوارها، وأبطلوها اندثرت وخفيت، هذا باطل، نعم .
==============
س : أحسن الله إليكم، يقول: قول من يقول: بأن الذي يرد على دعاة البدع، ويذب عن السنة، يعتبر مجاهدا في سبيل الله، هل هذا صحيح؟
ج : نعم، نوع من الجهاد في سبيل الله، الجهاد أنواع، أعلاه جهاد الكفار بالسلاح، وجهادهم بالمال، من الجهاد، جهاد أهل البدع، وجهاد الفساق بالإنكار عليهم، وجهاد النفس، فالجهاد أنواع، جهاد النفس، تجاهد نفسك؛ حتى تعبد الله مخلصا له الدين؛ وحتى تؤدي فرائض الله؛ وحتى تنتهي عن محارم الله؛ وحتى تقف عند حدود الله؛ وحتى تستقيم على دينك، هذا جهاد النفس أولا. من لم يجاهد نفسه، لا يستطيع أن يجاهد غيره، جاهد نفسك أولا، ثم جهاد الكفار، جهاد الفساق وأهل البدع، بالرد عليهم، وبيان شبههم والتحذير منهم، ثم جهاد الكفار، والجهاد أنواع، جهاد النفس، جهاد الشيطان، جهاد الفساق وأهل البدع، ثم جهاد الكفار بالمال والنفس، نعم.
============
س : أحسن الله إليكم وأثابكم شيخنا، هذا سائل يقول: يقول البعض: إن أقوال السلف في هذه الفرق والآراء والبدع لا يجوز تنزيلها اليوم وإطلاقها على المخالفين للسنة، فهل هذا صحيح؟
ج : كل من اتصف بهذه البدع ينزلها في هذا الزمان حكمه حكمه البدع ليست منقطعة، لكل قوم وارث هي موجودة، كل هذه البدع موجودة، نعم .
===========
س : أحسن الله إليكم، هذا يقول : هل يجوز التعاون مع أهل البدع في سبيل تحقيق المصالح العامة؟
ج : كما سمعت من النصوص التي ساقها المؤلف يجب الحذر منهم والبعد عنهم، وعدم مجالستهم مؤاكلتهم، وعدم اتباع جنائزهم، وعدم عيادة مريضهم كما سمعتم النصوص، لا يعاد المريض منهم، ولا تتبع الجنازة، عن بعض السلف لما عاد مريضا من أهل البدع هجره، ولما اتبع جنازة هجره فكيف تتعاون معهم وهذه حالهم؟ نعم . ابتعد عنهم لا يعدونك كما يعدي الصحيحَ الأجربُ، إلا على وجه النصيحة إذا كنت تنصحهم وتؤثر عليهم فالدين النصيحة، نعم.
==========
وهذه للفائدة فتوى في العمليات الاستشهادية
س : أحسن الله إليكم. وهذا يقول: يكثر الكلام حول العمليات الاستشهادية التي تقام في فلسطين وفي غيرها، فما هو حكم هذه العمليات، وجزاكم الله خيرا؟
ج: هذه العمليات، سمعت شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله - يفتي بأنها انتحار، أنه لا يجوز للإنسان أن يضع على نفسه قنابل ويفجرها؛ لأن هذا انتحار وقتل.
وكتب بعض الناس كتابات في هذا، وبرروا هذه العمليات، وقال: إنها تشبه ما جاء في بعض الأحاديث أو من فعل الصحابة أن بعض الصحابة يقدمون على الكفار، ويلقي بعضهم نفسه في جيش الكفار، وكذلك أيضا يفتح الحصون وحده، ويتعرض للخطر، ولكن هذا ليس بظاهر؛ لأن هذا قياس مع الفارق؛ لأن الصحابة أو الصحابي الذي يلقي بنفسه أو يبرز للكفار، إنما هذا في صف القتال، صف القتال، صف المسلمين، وصف الكفرة، فينفذ فيهم.
أما العمليات الاستشهادية ما فيه صف قتال أمامكم، ما فيه صف، ثم أيضا الذي ألقى بنفسه ما قتل نفسه، ولا جعل في نفسه شيئا، ولا عمل شيئا، ما ضرب نفسه، وما قتل نفسه، وهذا قتل نفسه بفعله، هذا عمل شيئا يقتل نفسه.
ومما يدل أيضا على ذلك ما حصل في غزوة خيبر من , أن أخا سلمة بن الأكوع لما بارز رجلا من اليهود، ارتد عليه ذباب سيفه- طرف سيفه-، فأصاب رجله بدون اختياره ، - ارتد إليه سيفه، طرف سيفه فأصابه-، فلما أصابه وتوفي، صار الناس يتحدثون.. صار الأصحاب يتحدثون: إنه قتل نفسه، فحزن عليه سلمة بن الأكوع، وجاء إلى النبي r وقال: مالك حزين ، قال: يا رسول الله ، إنهم يقولون -عن أخيه- : إنه قتل نفسه، فقال النبي صلى عليه وسلم: كذب من قال ذلك، إنه لجاهد مجاهد، له الأجر مرتين - .
فهذا يدل على أن الصحابة أشكل عليهم هذا الأمر، وأنه ارتد عليه ذباب السيف بدون اختياره، فكيف لو كان قتل نفسه باختياره، وفجر نفسه؟! وكل هذا يدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يفجر نفسه، ولا أن يقتل نفسه؛ لأنه يعتبر قاتلا نفسه، نعم. ولا يظهر لي الكتابة التي كتبها بعض الناس، رأيت بعض الكتابات، كتب بعض الناس يبررون هذه العمليات، ويرون أنها من الاستشهاد، وأنها من جنس إلقاء بعض الصحابة نفسه في الروم، أو إلقاء فتح حصون وما أشبه ذلك، فهي قياس مع الفارق. نعم.
أبو عبدالله المدني