- نعم رجال الأمن فخر هذا المجتمع، لانهم يقومون على أمر عظيم هو أمن الأمة، ففضلهم يستمد من فضل ما يعملون من أجله.
إننا إذا رأيناهم يقفون في لهيب الحرّ واواخر الليل بهذه الهمة العظيمة والاستشعار البليغ لدورهم؛ لنكبر هذه النفوس التي بين جنبيهم، وندعو الله تعالى لهم بالعون والسداد.
وأنا من هذا المنبر الإعلامي اقول لهم: ان ما تقومون به جهاد في سبيل الله. واجر المجاهد لا يخفى عليكم، وأذكرهم بأن هؤلاء المخلين بالأمن انما هم حزب الشيطان، لم ولن يمكن لهم والله عليم حكيم، فمنذ خروجهم على أمير المؤمنين عثمان بن عفان ثم علي بن ابي طالب رضي الله عنهما إلى يومنا هذا والله تعالى لم يمكن الخوارج من تولي شؤون المسلمين، لانهم لو تولوها لاهلكوا الحرث والنسل وافسدوا الدين والدنيا.
وبناءً على ان مواجهة هؤلاء جهاد في سبيل الله تعالى، فإن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشارة للجند الذين يقاتلونهم، ففي الصحيحين عن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم اجراً لمن قتلهم يوم القيامة" وفي صحيح مسلم عن زيد بن وهب انه كان في الجيش الذي كانوا مع علي رضي الله عنه الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي: أيها الناس اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان محمد نبيهم لنلكوا عن العمل.." ثم قال علي: والله اني لارجو ان يكونوا هؤلاء القوم، فانهم قد سفكوا الدم الحرام، واغاروا في سرح الناس، فسيروا على اسم الله.. وفي آخر الحديث قام عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا هو اسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال علي: أي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثاً، وهو يحلف له أيضاً.
وانما فعل عبيدة السلماني هذا: لان الخوارج أهل عبادة وصلاة، فكأنه استبعد ان مثل هؤلاء يقاتلون وان قتالهم بهذه المنزل من الفضل في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكد له أمير المؤمنين ذلك بأيمان ثلاث وهو مصدق دون يمين، وانما أراد نزع أي شك في القلب من هذا الحديث الشريف.
فهنيئاً لرجال الأمن بهذا الفضل، وهنيئاً لهم الشهادة، فإن من قتل منهم فهو شهيد.
نشرت في جريدة الرياض بتاريخ 5 / 9 / 2003.