براءة العلامة عبد المحسن العباد من بدعة المليباري

بارك الله فيك ؛ و حفظ الله الشيخ عبد المحسن من كل سوء.

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد:
إن في تبديع من يقول بالتفريق بين منهج المتقدمين و المتأخرين لمجازفات عظيمة جسيمة، كيف هذا و قد قال بهذا العلامة ذهبي العصر المؤرخ المحقق المعلمي اليماني في مقدمته على موصوعات الشوكاني، وهو قد نحا في تحقيقاته للأحاديث و تعليلها على منهج ابن المديني و ابن مهدي و الإمام أحمد و بن معين و الدارقطني و العقيلي و البرديجي و الدارمي و الرازيين و غيرهم من مشاهير محدثي و حفاظ العصر الذهبي، وقال و يقول به كثير من العلماء المحديثن السلفيين - نحسبهم كذلك- كالشيخ عبد الله السعد، و إنما رد الشيخ ربيع حفظه الله على المليباري لأجل تعدياته على صحيح مسلم، وفي كلام المليباري من لي اللسان و الطعن في الأحاديث الصحاح ما فيه لمن تأمل ما قال، ولكنه ليس أول من قال بهذا القول، بل ابن رجب رحمه الله كان أول من دندن حول هذا الموضوع في كتابه العجيب شرح علل الترمذي حيث فرق بين منهج النقد الحديثي بين من ذكرنا من الأئمة و بين كثير من متأخري المحدثين الذين تأثروا ببعض أقوال الأصوليين و الفقهاء، و مزجوا النقد الحديثي بين منهج هؤلاء و منهج الإمام أحمد و إخوانه، وضرب عدة أمثلة على ذلك لا يتسع المقام بذكرها و هي في كتاب العلل لمن أراد الاطلاع عليها ثم دعا إلى إعادة النظر في اصطلاحات القوم و المشي وراءها و نبذ الاصطلاحات الحادثة وهو في هذا تأثر بشيخه ابن القيم الذي تأثر بشيخ الإسلام في هذا و في غيره وهو ضبط كلام السلف في العقيدة و الفقه و...و...، ثم أشار إلى ذلك ابن دقيق العيد رحمه الله حيث قال في كتابه الاقتراح أن تعليلات المحدثين لا يأخذ بها كثير من الفقهاء و الأصوليين. و وافقه الذهبي رحمه الله على هذا في عدة مواضع من الموقظة و غيرها، رغم أن رحمه الله من كبار نقاد الحفاظ، فتعليلاته و نقده من نفس طراز سلفه، فانظر ما قال في قصة أحمد بن الأزهر النيسابوري في الحديث الذيث حدث به عن عبد الرزاق مع ابن معين، وتعليله لحديث قتيبة عن الليث في الجمع بين الصلاتين في ترجمة الحاكم و قيتبة بن سعيد. و غيرها كثير لمن طالع كتابه الفائق سير أعلام النبلاء. و أخيرا أضرب مثلا واحدا على مخالفات المتأخرين لاصطلاحات و طرق نقد و تعليل الأحاديث عند المتقدمين، ألا و هو تعريف التدليس عند الحافظ حيث أخرج منه المرسل الخفي خلافا لتعريفه عند سائر المحدثين، وفي هذا من المحذور و الوقوع في الأخطاء و الحرج و غيره ما فيه لمن له أدنى ممارسة لعلم الحديث، و ارجع إلى رسالة الماجستير التي كتبها حاتم العوني فإنها الغاية في بابها، و بالله التوفيق.

نفع الله بما قدمتم,,,,

الأخ إقبال - بارك الله فيك - ؛ كما تعلم , النبي - صلى الله عليه و سلم - قال : (( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين )) إلى آخر الحديث ؛ و هو نص في أن الحق يكون - دائما - ظاهرا ؛ فلا يخفى في عصر دون عصر ؛ و الذي أريد الوصول إليه , هو أنك تقول أن بعض العلماء - ممن ذكرت اسمهم - يقولون بذاك القول ؛ فأولا : هات المصادر و الكلام الكامل لما ذكرته عنهم ,
ثانيا : من وافقهم من الذين بعدهم , و من المعاصرين - غير المليباري - ؟ ؛ و لا تقل لي الشيخ مقبل - رحمه الله - فهو بيَّن أن مقصوده ليس هذا ؛ فإن لم تجد من المعاصرين من قال بهذا , فاعلم أنه ليس بحق , ما دام لم يظهر , حيث لو كان حقا لظهر؛ و بالله التوفيق.

الحمد لله و اتلصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
أريد منك أخي يا- أبا نعيم- أن تفسر لي مراد العلامة الشيخ مقبل رحمه الله، فإني لم أستبن مقصوده، و أنا الآن بعيد عن المصادر حتى أنقل كلام الأئمة فيها، ولكن إن كنت مهتما فارجع إلى التنكيل للمعلمي، وانظر القواعد التي اتبعها وقارنها بمقررات كتب مصطلح الحديث، و ارجع إلى كتاب العلل لابن رجب الحنبلي ، و تأمل كلامه، فإنه من أوله إلى آخره رد على نهج متأخري المحدثين، كمبحث اللقاء و المعاصرة و التدليس، و المجهول و العلل و زيادة الثقة و التفرد...و إن كنت من طويلي النفس في القراءة، فتصفح سير أعلام النبلاء للذهبي و كلامه عن العلل و أخطاء المحدثين و إن لم تكن لديك هذه المراجع فسأدلك عليها لتحملها من مواقع الكتب الضوئية و بالله التوفيق.

ادخل من هنا عسى أن يستبين لك مراد الشيخ - رحمه الله-

القول المبين في براءة الشيخ مقبل من التفرقة بين قواعد المتقدمين و المتأخرين-من كلامه

و لا أزال أطالبك بمن يقول به من أهل السنة المعاصرين