بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
في كتاب"تعظيم الفُتيا" لابن الجوزي وبتحقيق فضيلة الشيخ أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان-كان الله له- ذكر في فصل: فليسمع هذه النصيحة من يخاف على دينه، ويعرض عن طلب الرئاسة في غير وقتها، فقد قال الحكماء: من تصدر وهو صغير فاته علم كثير
أسند هذه المقولة الدينوري في " المجالسة"(رقم1830-بتحقيق الشيخ مشهور-حفظه الله-) الى الثوري قوله، وذكر عنه ابن قتيبة في " عيون الأخبار"(2/140)، وذكره ابن عبد البر في " جامع بيان العلم"(1/573رقم983) عن المأمون قوله!
ويا ليت الأمر يقتصر على فوات العلم الكثير، وإنما يتعدى ذلك إلى شر مستطير
قال ابو عبيده-كان الله له-: صدق، والله ، وقد عانيتُ ذلك في كثير من المتصدِّرين غير المتأهلين، وفي عدد من المستعجلين الحاسدين، فأخذوا يناطحون بلا قرون، فالتحصيل قليل، والبضاعة مزجاة، والنفوس ذليلة، والألسن طويلة، دون أداء حق الله من النصيحة
والذي نفسي بيده! لو أن الأمَّة جميعها: إنسها وجنها ، صغيرها وكبيرها، عالمها وجاهلها أرادت أن ترفع من وضع الله ما استطاعت، ولو أنها أرادت أن تضع من رفعه الله ما قدرت
وقال الفضيل بن عياض:" ما من أحدٍ أحبَّ الرئاسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس ، وكره أن يذكر أحدٌ بخير"، نقلها ابن عبد البر في " الجامع"(2/571)
ومعذرة على الاستطراد، فإنه مهم، واتسع الخرق على الراقع، ولا قوة الا بالله
من كتاب" تعظيم الفُتيا" لإبن الجوزي بتحقيق فضيلة الشيخ مشهور حسن(ص130)الطبعة الأولى ، الناشر " مكتبة التوحيد" مملكة البحرين