قال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه"(2). وها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه خاف على نفسه النفاق، فقال لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي أسر إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأسماء أناس من المنافقين، فقال له عمر رضي الله عنه: "أنشدك الله، هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من سمى من المنافقين؟. فقال حذيفة رضي الله عنه: لا، ولا أزكي بعدك أحداً"(3)، أراد عمر بذلك زيادة الطمأنينة، وإلا، فقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. ولا يقال: إن عمر رضي الله عن أراد حث الناس على الخوف من النفاق ولم يخفه على نفسه، لأن ذلك خلاف ظاهر اللفظ، والأصل حمل اللفظ على ظاهره، ومثل هذا القول يقوله بعض العلماء فيما يضيفه النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه في بعض الأشياء، يقولون: هذا قصد به التعليم، وقصد به أن يبين لغيره، كما قيل، إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل: رب اغفر لي لأن ليس له ذنباَ ولكن لأجل أن يعلم الناس الاستغفار، وهذا خلاف الأصل وقول بعضهم: إنه جهر بالذكر عقب الفريضة ليعلم الناس الذكر، لا لأن الجهر بذلك من السنة ونحو ذلك. شرح كتاب التوحيد للشيخ العثيمين رحمه الله
فكن سلفيا باطنا وظاهرا اللهم ان نعوذ بك من النفاق