بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا تفريغ لكلمة ألقاها فضيلة الشيخ: أبو الحارث علي بن حسن الحلبي الأثري -حفظه الله- بعنوان:
سبيل المؤمنين: سنة وجماعة
اضغط هنا لتحميل المادة http://www.daawah.net/download/tafreeat/alhalaby/5.zip
وأحب أن أضع بين أيديكم هذا الجزء من كلام الشيخ في هذه المادة، قال الشيخ -كان الله له-:
"«يَحملُ هذا العلمَ مِن كلِّ خَلَفٍ عُدولُه: ينفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحالَ الْمُبطِلين، وتأويلَ الجاهلين»( )، وهكذا هي الفتنة نفسها منذ عصر النبوة الأول، مروراً بعصر التابعين، وعصر الأئمة الأبرار؛ شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وغيرهم من أئمة العلم، وكذلك إلى عصر إمام الهدى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وإلى هذا العصر الذي فتحنا أعيننا عليه فإذا بكواكب الهدى ونجوم الاهتدا ورُجوم العِدا يرفعون راية السنة عالية خفاقة: سماحة الشيخ ابن باز، وسماحة الشيخ الألباني، وسماحة الشيخ ابن عثيمين -رحمهم الله -تعالى-.
والله وتالله لإن غابت مِنَّا وعَنَّا أبدانُهم فلن تغيب عَنَّا مناهجهم، ولن نترك ما خلفوه لنا وتركونا عليه من حق يقين واضح بَيِّن لا شك فيه ولا شبهة تعتريه، هكذا نستطيع أن نثبتَ على سبيل المؤمنين؛ لأننا حَلَقَةٌ من سِلسلة هذه الحلقات التي تَقِلُّ حيناً وتكثر حيناً، تزدهر حيناً وتضعف حيناً، لكن كما قال -عليه الصلاة والسلام-: «إنَّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء»( ) قالوا: وما الغرباء يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «هم أناسٌ صالحون قليل في أناسِ سُوءٍ كثير، من يَعصِيهِم أكثرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُم»( )، فنسألُ الله -تعالى-جلَّ في علاه، وعظم في عالي سماه- أن يجعلنا على سبيل المؤمنين الحقِّ هذا، وأن يتوفانا عليه كما أحيانا عليه، بمنِّ الله -تبارك وتعالى- وكرمه".
وفق الله الجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته