هذه مقالة للشيخ عبد العزيز الريس حفظه الله وددت مشاركتكم أحبتي بها.....
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............................... أما بعد ،،،
فإن حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين التي أنشأها بمصر وبالتحديد بالإسماعيلية عام 1347 هـ واستمرت هذه الجماعة في النمو والازدياد إلى أن صار عدد أتباعه عند وفاته ما يقرب من نصف مليون ، كما في الإعلام للزركلي.
وقد كثر أتباع هذه الجماعة بعد وفاته حتى في عامة الدول العربية لا سيما في حياة مرشدها الثالث عمر التلمساني .
وقد صار لها تأثير على كثير من الشباب المتحمس لدينه ونضموا قصائد منشودة في الثناء على حسن البنا ، واشتهر عند أصحابه باسم الإمام الشهيد ، بل وحتى في مناهج بلاد التوحيد ( السعودية ) ثناء عليه وتسميته بالمجدد كما في كتاب القراءة للصف السادس الابتدائي إذ سموه مجدداً وقرنوه بالإمام المصلح الموحد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – كما في موضوع ( أمة عظيمة ) ؛ لأجل هذا وغيره أحببت التعريف بعقيدته ومنهجه ؛ ليعرف السني السلفي حال الرجل ومنهجه ليقيم معه عقيدة الحب والبغض في الله . وليكن حذراً من أخطائه العقدية والمنهجية :
1- أنه صوفي . قال في مذكرات الدعوة والداعية ص 24: " وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة ا. وقال ص28: كانت أيام دمنهور … أيام استغراق في عاطفة التصوف … ، كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف ا.هـ
2- يعظم المزارات ويحتفل بالموالد ويردد فيها أبياتاً شركية . قال في مذكرة الدعوة والداعية ص30: كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهود ، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور ، فكنا ـ أحياناً ـ نزور دسوقي ا.هـ وكان يردد أبياتاً منها:
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكل فيما قد مضى وجرى
كما ذكره عبدالرحمن البنا في كتاب " حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه " لمؤلفه جابر رزق ص71-72.
3- ضعف قيامه بعقيدة الولاء والبراء وذلك يتمثل في أمرين :
أ / جعله النصارى إخواناً له فقد قال: مما هو معلوم عند جماعة الإخوان المسلمين أنهم يدعون ويتصدرون الدعوة إلى الحكم بالقرآن الكريم ، وهذا القضية ولا شك تثير بعض الخوف والشكوك عند إخواننا المسيحيين ا.هـ. راجع كتاب " حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية " لعباس السيسي ص120 .
ب/ ذكره أن عداوتنا مع اليهود ليست دينية ، وإنما لأجل الأرض وأن الدين لا يعادي أحداً .قال حسن البنا: " إن خصومتنا لليهود ليست دينيّة ، لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم "(الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1/409 لمؤلفه محمود عبدالحليم ).
4- عقيدته في الأسماء والصفات شر عقائد أهل البدع في هذا الباب وهو التفويض .
5- لا يعرف الشرك لذا جعله من جملة الكبائر فقال في الوصايا وصية رقم (14): وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة، ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداءهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشييد القبور وسترها وإضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات، كبائر تجب محاربتها ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة اهـ. علماً أن هذا النص الوحيد الذي يردده بعض أصحابه ليثبت أن حسناً البنا داعية توحيد . ومع كونه النص الوحيد من رجل يعيش في أرض كثر فيها الشرك الأكبر إلا أنه يدل على عدم معرفته بالشرك .
6- ليس داعية توحيد . فليست له كلمات في الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك الأكبر ، بل لما قام في المسجد الذي به قبر السيدة زينب – كما يقولون – لم يدعو إلى التوحيد ونبذ الشرك الذي يمارس عند قبرها ليل نهار قال عباس السيسي في كتابه (قافلة الإخوان المسلمون(1/192): كلمة الأستاذ المرشد العالم في حفل الهجرة بالسيدة زينب جاء في كلمات الأستاذ المرشد العام في هذا الحفل ما يلي: "لهذه المناسبة أيها الإخوة أنصح لكم نصيحة مخلصة أشدد عليكم في رعايتها وهي أن تطهروا قلوبكم وتصفوا سرائركم عمن نال منكم أو أساء إليكم، فوالله إني لضنين بهذه القلوب التي لا تعرف إلا معاني الحب في الله ولم تسعد إلا بمشاعر الأخوة الحقة الصادقة، أضن بهذه القلوب الطاهرة أن تلوث بحقد أو تشوه ببغضاء، وتنال من صفائها خصومة، إن الدين حب وبغض، ذلك حق من الإيمان أن نحب في الله ونبغض في الله، ولكن ما أشد أن نقهر على كره من نحب، إن الإيمان حب وبغض، فأحبوا لأنكم بالحب تسعدون، وبهذه العاطفة تجتمعون وعلى هذه المشاعر وبها ترتبطون، فلا تحرموا قلوبكم نعمة الحب في الله تعالى ولا تحرموها شعور الحب الطاهر البرئ، وادخروا حجر البغض وثورة الغضب لساعة آتية قريبة نلقى فيها خصومنا، ولست أعني خصومنا في الداخل، فليس لنا في الداخل خصوم ولله الحمد، وإن كانوا فهم غثاء كغثاء السيل سيجرفهم الطوفان، فإما ساروا وإما غاروا، أما كلمة الجهاد فعاطفة ملتهبة ومعاني الجهاد مُثُلٌ حية باقية تتجه إليها قلوب أبناء هذه الأمة التي ظلمت واعتدى على حرياتها وحقوقها وأحيط بها من كل مكان". ا.هـ
لذا ترى أصحابه من المرشدين لجماعة الإخوان قد تلطخوا – أيضاً – بأدران الشرك ، ومنهم المرشد الثالث عمر التلمساني الذي قال في كتابه " شهيد المحراب عمر بن الخطاب ": قال البعض إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لهم إذا جاؤوه حياً فقط، ولم أتبين سبب التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد .. ولذا أراني أميل إلى الآخذ بالرأي القائل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر حياً وميتاً لمن جاءه قاصداً رحابه الكريم .. فلا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء و اللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة و الدعاء فيها عند الشدائد ، وكرامات الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء ا.هـ ، ومنهم مرشد الإخوان المسلمين في سوريا مصطفى السباعي الذي قال عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زاره بالمدينة:
يا سيدي يا حبيـب الله جئـت إلـى ....... أعتاب بابك أشكو البرح مـن سقمي
يا سيدي قد تمادى السقـم في جسدي ..... من شـدة السقـم لم أغفـل ولم أنم
(مجلة ( حضارة الإسلام) عدد خاص بمناسبة وفاة مصطفى السباعي رحمه الله ص: 562-563)
7- أنه من دعاة التقريب بين السنة وسابة الصحابة ، وفي كتاب ( الملهم الموهوب – حسن البنا ) يقول الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام صـ 78: وبلغ من حرصه ( حسن البنا ) على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة . كما أنه من المعروف أن الإمام البنا قد قابل المرجع الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948 م . وحدث بينهما تفاهم يشير إليه أحد شخصيات الإخوان المسلمين اليوم وأحد تلامذة الإمام الشهيد الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه ( لماذا اغتيل حسن البنا ) ( طـ1 – الاعتصام –صـ32) ينقل عن روبير جاكسون قوله: ولو طال عمر هذا الرجل ( يقصد حسن البنا ) لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد خاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة وقد التقى الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال ا.هـ . وعلى هذا المنهج سارت الجماعة من بعده .
8- أنه صاحب تنظيمات سرية وعسكرية ، وقد قامت الجماعة في حياته بعدة جرائم واغتيالات وتفجيرات من ذلك: أنه قام رئيس النظام الخاص ( وهو تنظيم سري عسكري خصص لأعمال الجهاد في سبيل الإسلام على حد تعبير مؤلف كتاب " حقيقة التنظيم الخاص " وهو من كتاب الإخوان المسلمين:محمود الصباغ ) ومعه رجلان لاغتيال القاضي الخازندار بك بتهمة أنه لم يحكم في قضايا بما يريدون ، وأنه حكم على مجموعة شباب قاموا بإلقاء قنبلة على الإنجليز بالسجن عشر سنوات ، ومنهم أناس من الإخوان المسلمين ، والذين قاموا بقتل ( الخازندار بك ) رئيس النظام الخاص يومئذ عبدالرحمن السندي ورجلان معه من النظام الخاص ( راجع كتاب " حقيقة النظام الخاص " ص255 – 259 )، ولهم بيعة في التنظيم العسكري .