بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ ابن عثيميين رحمه الله:
قوله : (باب احترام أسماء الله). أي: وجوب احترام أسماء الله، لأن احترامها احترام لله –عز وجل- ومن تعظيم الله –عز وجل-؛ فلا يسمى أحد باسم مختص بالله، وأسماء الله تنقسم إلى قسمين:
الأول : ما لا يصح إلا لله ، فهذا لا يٌسمَّى به غيره، وإن سٌمِّيَ وجب تغييره؛ مثل: الله، الرحمن، رب العالمين، وما أشبه ذلك.
الثاني: ما يصح أن يوصف به غير الله؛ مثل: الرحيم، والسميع، والبصير، فإن لوحظت الصفة منع من التسمي به، وإن لم تلاحظ الصفة جاز التسمي به على أنه علم محض.
عن أبي شريح أنه كان يكني أبا الحكم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله هو الحكم وإليه الحكم ) فقال ‘ن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني ، فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين ، فقال : ما أحسن هذا ! فما لك من الولد ؟ قلت : شريح ، ومسلم ، وعبد الله . قال (فمن أكبرهم؟): ( قلت : شريح . قال : ( فأنت أبو شريح ) رواه أبو داوود وغيره
...
فيه مسائل :
الأولى : احترام أسماء الله وصفاته ولما لم يقصد معناه .
قوله : (ولو لم يقصد معناه) هذا في النفس منه شي ، لأنه لم يقصد معناه فهو جائز ، إلا إذا سمي بما لا يصح إلا لله ، مثل : الله ، الرحمن، رب العالمين، وما أشبه، فهذه لا تطلق إلا على الله مهما كان ، وأما لا يختص بالله ، فإنه يسمى به غير الله إذا لم يلاحظ معنى الصفة، بل كان المقصود مجرد العلمية فقط ، لأنه لا يكون مطابقا لاسم الله ، ولذلك كان في الصحابة من اسمه(الحكم) ولم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يقصد إلا العلمية ، وفي الصحابة من اسمه(حكيم ) واقره النبي صلى الله عليه وسلم .
فالذي يحترم من أسمائه تعالى ما يختص به، أو ما يقصد به ملاحظة الصفة .
الثانية : تغيير الاسم لأجل ذلك . وقد سبق الكلام عليه .
الثالثة : اختيار أكبر الأبناء للكنية . تؤخذ من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم (فمن أكبرهم؟ قال : شريح . قال فأنت أبو شريح ) .
ولا يؤخذ من الحديث استحباب التكني، لأن النبي صلى الله عليه وسم أراد أن يغير كنيته إلى كنية مباحة ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يكنى ابتداء .
منقول من موسوعة فتاوى اللجنة والإمامين
المجلد العاشر من فتاوى ابن عثيميين رحمه الله
المصدر :منقول من سحاب