-هناك من الزوجات من تغرق في الخيال، وتبالغ في تطلُّب الكمال؛ فتظن بأن الزواج جنة الفردوس التي لا صخب فيها، ولا عناء، ولا مشقة.
فهي تتصور أن الزواج لابد أن يكون هكذا دون صعوبات، أو عقبات، أو مشكلات.
-لا ريب أن للزوجة على الزوج حق إكرامها، ومن إكرامها إسكانها في مسكن منفرد.
لكن قد تقتضي الحال بأن يسكن الزوج مع والديه، أو أن يحتاج والداه إلى السكنى معه في منزله.
والزوج مطالب ببر والديه، والإحسان إلى زوجته.
ولكن بعض الزوجات لا تعين زوجها على ذلك، فتريد أن تستأثر به، فلا يكون لأحد سواها نصيب منه.
-الزوج يحتاج إلى الكلمة الطيبة، واللمسة الحانية، والعاطفة الرقيقة، ويسر بما يروق عينه، ويبهج نفسه، ويفرح قلبه.
وكثير من الزوجات لا تُعنى بمظهرها أمام زوجها؛ فلا تلبس اللبس الجميل، ولا تتعاهد بدنها بالنظافة، ولا تتطيب لزوجها، ولا تراعي ما يروقه من الروائح الطيبة.
وإذا أقبلت عليه أقبلت بملابس رثة، ورأس ثائر أشعث، وروائح تنبعث منها آثار الطبخ.
وإذا تكلمت تكلمت بصوتٍ أجشَّ كجرس الرحى، أما الابتسامة فلا يكاد ثَغْرُها يَفتَرُّ عنها.
ثم إذا هي أرادت الخروج لزيارة أقاربها أو صويحباتها تبدَّلت حالها السابقة رأساً على عقب؛ فلا تخرج إليهم إلا بأبهى حلة، وأطيب ريح؛ حتى إنه ليخيل إلى من رآها أنها في ليلة عرسها؛ فهذه حلى مطرزة، وتلك حواجب مُزَجَّجَ-ة، وهذه عيون مكحولة؛ فلا يكون نصيب الزوج من ذلك إلا رؤيتها إذا أرادت الخروج للزيارة
-من الزوجات من هي كثيرة التسخط، قليلة الحمد والشكر، فاقدة لخلق القناعة، غير راضية بما آتاها الله من خير.
فإذا سُئلت عن حالها مع زوجها أبدت السخط، وأظهرت الأسى واللوعة، وبدأت بعقد المقارنات بين حالها وحال غيرها من الزوجات اللائي يحسن إليهن أزواجهن.
وإذا قدم لها زوجها مالاً سارعت إلى إظهار السخط، وندب الحظ؛ لأنها تراه قليلاً مقارنة بما يقدم لنظيراتها.
وإذا جاءها بهدية احتقرت الهدية، وقابلتها بالكآبة، فتدخل على نفسها وعلى زوجها الهم والغم بدل الفرح والسرور؛ بحجة أن فلانة من الناس يأتيها زوجها بهدايا أنفس مما جاء به زوجها.
وإذا أتى بمتاع أو أثاث يتمنى كثير من الناس أن يكون لهم مثله - قابلته بفظاظة وشراسة منكرة، وبدأت تظهر ما فيه من العيوب.
وبعضهن يحسن إليها الزوج غاية الإحسان، فإذا حصلت منه زلة، أو هفوة، أو غضبت عليه غضبة - نسيت كل ما قدم لها من إحسان، وتنكرت لما سلف له من جميل.
-وعلى المرأة المؤمنة ان تضع هذه الاحاديث نصب عينيعا :
قال - عليه الصلاة والسلام -: "رأيت النار ورأيت أكثر أهلها النساء".
قالوا: لم يا رسول الله؟
قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط"[7].
وعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه"[8].
وعن أسماء ابنة يزيد الأنصارية قالت: "مرَّ بيَ النبي- صلى الله عليه وسلم -وأنا وجوارٍ أتراب لي فسلم علينا، وقال: "إياكنَّ وكفرَ المُنْعمِين"، وكنت من أجرئهن على مسألته، فقلت: يا رسول الله: وما كفرُ المنعمين؟.
قال: " لعل إحداكنَّ تطول أيْمَتُها من أبويها، ثم يرزقها الله زوجاً، ويرزقها ولداً، فتغضبالغضبة، فتكفر، فتقول: ما رأيت منك خيراً قط "[9].
-فمن الزوجات من تخدم زوجها، وتقوم على رعايته، ورعاية والديه.
ولكنها أنَّانة مَنَّانة، فلا تكاد تمضي مدة إلا وتُذَكّر زوجها بأفضالها، وأياديها السالفة عليه؛ فتؤذيه بالمن، والأذى، والإدلال.
والمنة خلق ساقط يجدر بالزوجة أن تتجافى عنه، ولئن كانت المنة قبيحة من كل أحد فلهي أقبح وأقبح إذا صدرت من الزوجة تجاه زوجها؛ فالمنة تهدم الصنيعة، وتصدع قناة العزة.
-من النساء من هي قليلة الصبر؛ فإذا حصل أدنى خلاف أو مشكلة مع زوجها بادرت إلى إخبار والديها، وإخوانها وأخواتها، وربما صديقاتها، مع أن الخلاف لا يستحق أكثر من أن يطوى ولا يُروى
-قد يكون الزوج ذا مكانة علمية أو اجتماعية؛ فيحتاج الناس إليه، فيقوم باستقبالهم، والسعي في حل مشكلاتهم، فتضيق الزوجة ذرعاً بكثرة ارتباطاته.
وقد يكون الزوج مُكِبَّاً على القراءة، والكتابة؛ لإعداد دروسه، أو مقالاته، أو بحوثه؛ فيصعب ذلك على الزوجة، وتتبرم منه ومن كتبه، ويأكل بعضها بعضاً حين تراه داخلاً وفي يده كتاب.
- ومن الزوجات من ترهق زوجها بكثرة الطلبات، دونما مراعاة لأوضاعه المالية؛ فهي تريد أن تلبس كما تلبس صديقتها فلانة، أو قريبتها فلانة، وتريد أن تستكثر من الزينة والأثاث كما استكثر آل فلان، وآل فلان.
-ومن النساء من تَتَأبَّى على زوجها إذا دعاها للفراش؛ إما بحجة أنها مرهقة، أو أنها تريد مشاكسته وإغضابه، أو لجهلها وقلة اكتراثها.
ومنهن من إذا آنست من زوجها رغبة في جماعها وهي لا ترغب في ذلك - أظهرت التأوه، والإعياء، والتشاغل؛ حتى يصرف الزوج نظره عنها.
-لزوج الحق في ألا يدخل بيته إلا من أحب، وفرض على الزوجة أن تطيعه في ذلك؛ فليس لها أن تدخل بيته من يكره دخوله، سواء كان ذلك المكروه دخوله من محارمها كأبيها أو أخيها، أو كان امرأة أجنبية أو قريبة حتى ولو كانت أمها، فضلاً عن غير أولئك؛ فلا تأذن لهم بالدخول إلا بإذن الزوج.
منقول