من ردود العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري على الفرقة الحدادية
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و صلى الله على عبده و نبيه محمد و على آله و صحبه و من والاه إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الفرق المنحرفة، تبدأ أول ما تظهر ساذجةً مندفعة متهورة، ثم ينكسر اندفاعها و تهورها بتصدي عُلَماء السنة لها ببيان عوارها و ضلالها، و نقض أصولها و قواعدها، فيرجع بعضهم إلى الحق، و يعاند فريق آخر و يصر على منهجه المنحرف، و في تفاعل داخلي فيما بينهم، و في أثناء تلقيهم للانتقادات من خارج صفوفهم يباشرون في عملية تطوير داخلية لأفكارهم و تهذيبها ، بما يُبعد عنهم الشبهة و الريب، و ليس للتبرأ من ضلالهم كليةً ، و هو ما يسمى عندهم بـ ’’ المراجعات ‘‘، مراجعات سياسية تجميلية ليس إلا؛ فيتخلصون من اندفاعهم قليلاً، ويتركون بعض ما انتقد عليهم، و يتلبسون بالحق الذي مع أهل السنة تعميةً على مَن يجهلُ حقيقة منهجهم، و هذا ما نُلاحظه في أطوار الفرقة الضالة التي نعيش فتنتها هذه الأيام، أعني ’’ الحدادية الجديدة ‘‘، فقد تركوا إظهار تبديع الحافظ ابن حجر، و النووي، و غيرهم، لأن كبار علماء السنة شنعوا عليهم، و حذروا منهم، لكنهم تفطنوا لهذا فأقلعوا ظاهرياً عنه، و نفخو كلمة ’’ التـمييع ‘‘، و حشوها بمفهوم خطير حتى صارت أشد من التبديع، و رموا علماء السنة بالتمييع، و سعوا في إسقاطهم .
وقد عُرف عن أتباع الحدادية طعنهم في العلماء الذين زلت بهم القدم في بعض المواضع ـ اجتهاداً ـ، ’’ و بدأت هذه الفرقة أول ما بدأت بالطعن و التشهير بــ ’’ الحافظ بن حجر العسقلاني ‘‘، و كذا ’’ النووي ‘‘ في مجالسهم ابتداءً، و دعوة الناس لتبديعهم علانية، و امتحانهم غلى ذلك، و المخالف يلحقوه بأهل البدع .... إن من تناقضات ’’ محمود الحداد ‘‘ : أنه لا يرى و لا يجيز قراءة كتب المبتدعة و أهل البدع، بل و لا النظر فيها ـ و هذا صواب ـ، إلا أن هناك فرقا بين من هو داعية إلى البدع و مكابر في الحق، و بين من وقع عن اجتهاد و تأويل، و هو ناصرٌ للسنة، و ديدنه السنة، و خادمٌ لكتب السنة بصدق ..‘‘ نقلا عن كتاب ’’ الإحوبة المفيدة ‘‘ هامش صفحة 184-185 .
و ممن تصدى لأراجيف الحدادية الأولـى،العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ـ رحمه الله ـ ، و رد عليهم بردود قوية، خاصة دفاعه عن ابن حجر ، و النووي، و في الكتاب الذي ألفه و جمع نصوصه ابنه البار الشيخ عبد الأول ، الموسوم بــ ’’ المجموع في ترجمة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله و سيرته و أقواله ‘‘، بعض من تلك الردود، قال رحمه الله : ’’ سألني بعض الشباب ما تقول في قراءة كتب المبتدعة مثل ابن حجر و النووي و غيرهما ؟ فقلت لهم : ’’ لو كنتُ مسئوولاً لكبلتكم و رميتكم في السجن. و سؤالهم هذا سؤال إضلال و ضلال ‘‘ ص 584.
و قال في موضع آخر : ’’ لو كان لي سلطان على الذي يقول بعدم القراءة في فتح الباري و شرح النووي على صحيح مسلم لأخذته و سجنته حتى يتوب و هذا القول لا يقوله إلا سفيه يعني عدم قراءة الفتح و شرح مسلم ‘‘ انتهى.
فرحم الله الشيخ، و جزاه خير الجزاء، فقد كان حازماً مع أهل الضلال.
http://www.alsonnah.com/suna/showthread.php?t=299