(((التحذير من الشر - للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي)))
المحاضر : لشيخنا العلامة. ربيع بن هادي المدخلي
المكان : مسجد الشيخ عبد العزيز بن باز بمكة
التاريخ : (19/5/1427هـ الموافق 15/6/2006م)
ضمن برنامج : (دورة الإمام محمد بن عبد الوهاب السلفية بمكة )
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الْحَمد لله نَحْمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن مُحمَّدًا عبده ورسوله .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) .
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) .
أما بعد :
فإن خيْر الكلام كلام الله، وخيْر الْهَدي هدي مُحَمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور مُحْدثاتُها، وكل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فِي النار.
مرحباً بالأبناء والأحبة والإخوة فِي الله -تبارك وتعالى- فِي هذا اللقاء الْمُبارك؛ الذي نرجو الله - سبحانه وتعالَى- أن يسددّنا فيه، وأن يلهمنا فيه للصواب وقول الْحَق إنه سَمع مُجيب .
فقد سَمِعتم عنوان هذا اللقاء وهو: التحذير من الشر، وهو عنوان عظيم ونسأل الله أن يُجنبنا وإياكم جَميع الشرور .
والْحَق إن الرسالات كلها ما جاءت إلا للتحذير من الشر، والدعوة إلَى الْخَير قال الله تعالى: (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) ، مبشرين الناس بالْخَير وما يدلّهم على السعادة، ومنذرين ومُحَذرين من الشر وسوء العواقب؛ عواقب هذا الشر فِي الدنيا والآخرة .
قال الله -تبارك وتعالى-: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) ، فكان الناس على دين واحد، وجاء الشيطان بالشر والشرك والضلال والانْحراف ، فبعث الله النبييْن رحْمَة منه مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتب لِحل مشاكلهم ولفض الْخِلافات بينهم، فإذا رجعوا إلَى الأنبياء وحكَّموا كتبهم الدالة على الخير والْمَحذرة من الشر ، تبين بِهَذا التحاكم من على الحق ومن على الباطل ومن على الهدى ومن على الضلال ، ومن على الخير ومن على الشر ؛ لأن كتب الله سبحانه وتعالى يكفي أنها كتب الله الذي خلق الخلق : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) في هذه الكتب حل الخلافات وإذا اختلف أهل العلم وأهل الكتب فضلاً عن غيرهم ؛ حكَّموا كتب الله فيما بينهم هذا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم .
والآن الحاكم على الكتب وعلى الناس هو هذا القرآن ، هذا الكتاب الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، على كل حال في كل جيل وفي كل أمة يبعث الله رسولاً بكتاب لحل الخلافات العقائدية والمنهجية وغيرها ، فإذا حصل خلاف فيما بين أمة هذا النبي وجب عليهم أن يرجعوا إلى هذا الكتاب فإنهم ، يجدون فيه حل مشاكلهم ، وهذه الأمة كتابها أعظم كتاب ، وأشمل كتاب وحل لكل المشاكل العقائدية والمنهجية والسياسية والأخلاقية ، والاجتماعية والاقتصادية ؛ كُلها هذه بينها الله في هذا الكتاب العظيم المعجز : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) فمشاكل المسلمين الآن التي تملأ الدنيا - والعياذ بالله – لو حكَّموا كتاب الله هذا لتلاشت هذه الخلافات كلها ، عقائدية وسياسية وغيرها ولكن مع الأسف ، كما قال الله في هذه الآية نفسها : (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ) ، البغي والحسد والكبر ، هو الذي يمنع الناس من الاحتكام إلى الله والرجوع إلى الحق في ضوء هذا الكتاب ، وإلا فما معنى بقاء هذه الطوائف الروافض بفرقهم ، والصوفية بفرقهم ، والباطنية بفرقهم ... الخ ؟!
لماذا تبقى هذه الخلافات ؟! وما الذي أبقاها ؟!
لأن خلافهم ناشيء عن بغي وعن استكبار ! لذا ينشأ المبدأ المنحرف والعقائد المنحرفة فلا تراها على مر السنين إلا ويزداد سواد أهلها ، بسبب نشاطهم لدعواتهم وتقوية باطلهم ، فما يتراجعون بل يزدادون على مر الأيام ، والسر هو : هذا الداء العضال في نفوس كثير من الناس لأن الإنسان ظلوم جهول ، ظلمه يبدأ بحق الله يشرك به في عبادته ، ينحرف عن حكمه ، ينحرف عن منهجه ، ينحرف عن العقائد التي شرعها الله فيبدأ ظلمه من هنا ، كثير من الناس لا كل الناس ، والرجوع إلى الله يوم القيامة هو المرجع وإليه المصير . هذه لمحة بسيطة إلى هذه الآية التي تحتاج إلى جلسات ، والوقت لا يتسع أن نقف عند كل نص فبعض النصوص يمكن أن أمر عليها وهي واضحة والحمد لله ، وبعضها قد أقف عندها عندما تقتضي الحاجة الوقوف عندها .
قال عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ – كلهم في جهاد وخدمة بعضهم بعضاً في التدرب على الرماية لأنهم جند الله ، ( ومنا من هو في جشره ): يعني الدواب التي تسرح لترعى وتبيت في أماكنها- إِذْ نَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ الصَّلاَةَ جَامِعَةً – الصلاة منصوب على الإغراء ، وجامعة حال - فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ « إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ – هذا حق افترضه الله على الرسل ، أوجبه الله وعليهم أن يبلغوه ،(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) يدل أمته على كل خير ديني ودنيوي : في العقائد ، في العبادات ، في الأعمال ، في السياسة في كل شأن من الشؤون وكل ما يضر هذه الأمة يحذِّرهم منه ومن كل شر يمكن أن ينال هذه الأمة ،ويلحق بها ؛ هذا النبي لا يمكن أن يسكت عنه لا بد أن يحذر من هذا بكل دقة ووفاء- وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي . ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ – أي ينزعج من الخوف - فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ – أي يتعامل مع الناس بالأخلاق الفاضلة والتعامل النظيف بالأمانة والصدق والإخلاص ....الخ - وَمَنْ بَايَعَ إِمَاماً فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ ".
تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القرآن ؛ فيه بيان لكل شيء والسنة فيها بيان لِمجملات القرآن ، والرسول دائماً يعظ وينذر ويبين عليه الصلاة والسلام حتى في هذه المناسبة، وهو في السفر يوجه هذه النصيحة ، ويحذر أمته من الشرور ويبين لهم ما هي الحماية والوقاية من الوقوع في الفتن ، هذه فتن مهلكة فتن طاحنة تراق فيها الدماء وتزهق فيها الأرواح وتدمر فيها الأموال، وهذه نزلت في الأمة من قرون وتزداد على مر الأيام مع الأسف الشديد ، ولو احتكَّموا لكتاب الله وحكَّموه لخرجوا من هذه الدوامات المليئة بالفتن والمشاكل والدماء ، فالرسول حذَّر والأنبياء عليهم الصلاة والسلام حذَّروا ، الذي يستعرض القرآن يرى أنه كله ترغيب وترهيب، دعوة إلى الخير ويدخل فيها العقائد في ذات الله ، عقائد في أسماء الله وصفاته وهي خير الخير والدعوة إلى عبادته وحده ، والتحذير من الشرك المضاد لهذا التوحيد والتحذير من الباطل المضاد للحق ، ودعوات الأنبياء كذلك كما ذكر ذلك القرآن وكما ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دعوة إلى الخير وتحذير من الشر ، فالشرور فصلها الله وبينها منذ اختلف الناس، من عهد نوح إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم ، فما من أمة يكون فيها خير إلا ويذكر خيرها، وما من أمة يكون فيها شر إلا ويذكر شرها أو يغلب خيرها على شرها فيذكرها ، تحدث عن قوم نوح وما فيهم من الشر، دعاهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى توحيد الله –تبارك وتعالي- فما يزيدون على مر الأيام طوال الألف إلا خمسين عاماً ؟ إلا طغياناً وكبراً وإصراراً على شركهم وضلالهم ! بيَّن الله حالهم؛ لماذا ؟ تحذيراً ! وبين عاقبتهم (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً) الله -تبارك وتعالى- أمهلهم وأمهلهم سنين ...وسنين ...وسنين وقرون ثم بطش بهم ( إن بطش ربك لشديد) ( ) فأغرقهم أهلكهم (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ).
وقال عن نوح : (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ) أغرقهم الله بالطوفان فتح الله عليهم أبواب السماء ، وفجر لهم عيون الأرض حتى غطَّى الماء الجبال فأهلكهم وأبادهم ولم ينج من ذلك إلا أهل الخير : أهل الإيمان والصدق الذين آمنوا بهذا النبي الكريم نوح عليه السلام فنجّاهم الله .
وجعل ذريته هم الباقين وجاء الرسل بعده تترى كلما جاءهم رسول كذّبوه ويكذِّبون وما يسلم مع كل نبي إلا القليل وقد يأتي النبي كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام: (عرضت علي الأمم فأجد النبي يمر معه الأمة والنبي يمر معه النفر والنبي يَمر معه العشرة والنبي يمر معه الخمسة والنبي يمر وحده) ، وقد يكثرون كما كثروا في عهد موسى – عليه الصلاة السلام – وقد يقلون كما في قوم نوح وكما في قوم إبراهيم وصالح وهود وغيرهم - صلوات الله وسلامه - على هؤلاء الأنبياء.
حدثنا الله كثيراً عن مصائرهم ومصارعهم والقصص كثيرة في القرآن ولكن أذكر لكم قصة واحدة كيف كان مصير الكافرين في هذه الدنيا وماذا سيلقون في الآخرة .
قال الله – تبارك وتعالى -:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
( الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ * فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ) - صيحة واحدة؛ فأهلكوا: أبيدوا – (فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ) (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) - شديدة قوية – (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ * وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ) - الذنب والجريمة الكبرى - (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً )- فأخذهم : أخذاً شديداً ، أخذةً قويةً- (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) – يعني قصة نوح وهلاك قومه – (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)، تذكرة: هذا تحذير .
ثُم يتحدث عن جزاء المؤمنين والْمُجرمين (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) قامت القيامة (وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة) ، هذه أهوال عظيمة جداً فيها تحذير وحث على الاستعداد لمواجهة هذه الأهوال العظيمة ليس مجرد قصص أو كلام ! هذه الأهوال التي يذكرها : أهوال الساعة ، تشقق السماء ، ونسف الجبال .... الخ.
يعقبها الحساب والعرض (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ) إذاً احذر لو كنت في أعماق البحار أو في الأرضين السفلى الله يراك لا تخفى عليه خافيه هذا أيضاً تحذير من الاستهانة بحق الله تبارك وتعالى.
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ *إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)، هؤلاء أهل الخير أهل الاتباع أهل الاستقامة الذين يخافون الله ويعلمون أن الله لا تخفى عليه خافية، فيعملون في السر والعلانية لله رب العالمين ويخافون مقامه (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ) . . . الآيات.