اغتنام الأوقات الضائعة بالأذكار النافعة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على
رسوله وعبده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد..
فهذه مجموعة من الأحاديث النبوية من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، تمتاز بسهولة ألفاظها وقصر عباراته، ليس فيها مشقة ولا تحتاج إلى كبير جهد، فيستطيع الإنسان من خلالها أن يغتنم الأجر العظيم بعمل يسير جدا لا يكلفه الوقت الطويل ولا العمل الثقيل، وهذا من نعم الله على هذه الأمة، لأنها أمة مرحومة مفضلة على الأمم في كل شيء، في يسر الدين، وسهولة التوبة، وبركة الرسالة، وأفضل الرسل، وكثير من الأمور التي لو ذهبنا لنستقصيها طال بنا المقام.
وقد كان منشأ هذه الفكرة في كتابة هذه الرسالة الصغيرة أنك ترى كثيراً من الناس يجلس الساعات الطوال في انتظار معاملة في إحدى الدوائر الحكومية، أو يجلس وحيدا في ساعات الهدوء الوظيفي، أو يسافر منفرد، أو..أو..
فدار في خلدي أن أكتب لإخواني شيئا مما أحبه لنفسي، فيه الأجر العظيم والثواب الجزيل، يبذلونه في أوقات فراغهم حتى لا يفوت عليهم الوقت دون استفادة، قال صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ".
فاخترت مجموعة من الأذكار الصحيحة الواردة عن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لما للذكر من فضائل لا تحصر..
قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}.
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}.
وقال تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين}.
وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "ذكر الله".
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بأمر أتشبث به.
قال: "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله".
فينبغي للمؤمن أن يكون ذاكرا لله على كل أحواله، طمعاً في ثوابه وابتغاء مرضاته.
تنبيــه
للتسهيل على القارىء الكريم، فإني قد وضعت (الذكر المراد) في أعلى الصفحة، ثم ذكرت ما ورد في فضائله، ليعرف المسلم قصر الحديث، وسهولة لفظه وعبارته، فيسهل بالتالي حفظه وترديده.
والله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
سالم العجمي
20/6/1420 هـ
يتبع...