النصيحة الغالية لشباب الدعوة السلفية
للشيخ العلامة : ربيع بن هادي المدخلي
حفظه الله
يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَـوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70-71].
أما بعد : فإني أرجو الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا اللقاء مباركا طيبا وأن ينفعنا به جميعا وأن يجعلنا جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه , ومرحبا بكم أيها الأبناء في هذا اللقاء الطيب وأقول : إن أفضل ما أوصي به نفسي وأبنائي وإخواني من أبناء المسلمين وخاصة السلفيين هو تقوى الله تبارك وتعالى والإعتصام بحبله والثبات على سنة نبيه r , فهذه الأمور العظيمة إذا وُفِّقَ الإنسان لها أرجو أن يكون قد أفلح وسُدِّد , فتقوى الله تبارك وتعالى أصل أصيل في حياة المؤمنين لابد منها , والقلوب الخاوية من هذا الأصل – نعوذ بالله – مهددة بالشقاء إلا من يتوب الله عليه ويرزقه هذه التقوى , تقوى الله أساس , وأَمَرَ الله بها في آيات كثيرة وأَمَرَ بها رسول الله r في أحاديث كثيرة عليه الصلاة والسلام ومنها الحث في كل خطبة من خطبه على تقوى الله ويسوق الرسول في ذلك عدد من الآيات ومنها ما أصدرت به هذه الخطبةG اتقوا الله حق تقاته S وتقوى الله حق تقاته كما قال ابن مسعود , ثبت عنه وصح أن تقوى الله :) أن يُطَاع فلا يُعْصَى وأن يُذْكَرَ فلا يُنْسَى وأن يُشْكَرَ فلا يُكْفَر (هذه تقوى الله حق تقاته . فعلينا أن نطيع الله تبارك وتعالى فلا نعصيه وأن نذكره فلا ننساه وأن نشكره فلا نكفره أي نعمة من نعمه وأي فضيلة من فضائله , وفي الآية الثالثة : G اتقوا الله وقولوا قولا سديدا S , القول السديد هو الذي يتحرى فيه الإنسان الصواب بكل ما يستطيع مثل تسديد السهم للهدف , فإن الرامي الماهر يسدد ويصيب في الغالب فعلينا أن نتحراها ونقول القول السديد في العقائد وفي العبادات وفي المعاملات وفي الشهادات وفي التزكيات وفي الجرح والتعديل وفي كل أمر من أمورنا أن نقول القول السديد ولا يكون القول سديدا إلا إذا كان قائما على تقوى الله تبارك وتعالى ومراقبته وتحري الصدق في ذلك : ] عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وإن البر ليهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور ليهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا [ فَنِعْمَت الخصلة من خصال الإيمان الصدق, وبِئْسَت الخصلة وبئست السريرة والحالة هي الكذب , وما يستتبعه من الفجور ثم دخول النار والعياذ بالله , فانظروا ماذا يترتب على الصدق فتحروه , وماذا يترتب على الكذب فاحذروه واجتنبوه , هذه نؤكد عليها تحري ؛ الصدق والعدل والإنصاف والإبتعاد عن الكذب وما يستتبعه من الفجور القائد إلى النار والعياذ بالله . وأما الثبات على السنة , فهذا يقتضي منا أن نعرف سنة محمد r حق المعرفة و لا يتأتى ذلك إلا بالتشمير عن ساعد الجد في طلب العلم , العلم بكتاب الله وبسنة رسول الله الشارحة والمبينة لمقاصد الكتاب ؛ كتاب الله و مضامينه ؛ فعلينا أن نعرف ذلك ونعرف الصحيح من السقيم , الصحيح ونعض عليه بالنواجذ في عقائدنا وفي عباداتنا وفي معاملاتنا وفي سائر شؤوننا , والسقيم والباطل يجب أن نحذره , لأن كثيرا من المعاصي والبدع والضلالات تأتي عن طريق هذه الأحاديث الضعيفة والمفتعلة على رسول الله r , ونعرف سنة نبينا فيما يتعلق بالعقائد والعبادات وسائر شؤون الحياة فنعض عليها بالنواجذ كما أوصانا بذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولاسيما حينما تفترق هذه الأمة وتتشتت وتتفرق وتتمزق فإنه يجب حينئذ البحث عن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهديه وعن سنة الخلفاء الراشدين المهديين وهديهم كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث العرباض ابن سارية : ] أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين , عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار [ علينا إذن أن نتمسك بمضمون هذا الحديث من تقوى الله تبارك وتعالى ومراقبته وطاعة ولاة أمر المسلمين إذا أمروا بطاعة الله , أما إذا أمروا بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وعلينا أن نبحث في خضم هذه الاختلافات والصراعات بين الفرق وما يسمى بالجماعات ؛ علينا أن نبحث عن هدي نبينا عليه الصلاة والسلام وهدي خلفاءه الراشدين في العقائد والعبادات و الفقهيات والمعاملات والحلال والحرام وما شاكل ذلك فنعض عليه بالنواجذ ونتمسك به أشد التمسك والأمر الثمين الغالي لدى أهله يتمسكون به ويشدون عليه أيديهم وإذا عجزوا استعانوا عليه بالعض عليه بالنواجذ , فهذا مثل في المحافظة الشديدة على الأمر الثمين الذي لا نظير له , لأن في التمسك بكتاب الله وبسنة نبينا نجاة من النار والفوز بالنعيم المقيم في جنات النعيم , فعلينا أن نتمسك بهدي نبينا وهدي خلفاءه الراشدين المهديين ونتجنب طرق البدع والضلالات ونتجنب أنواع الزيغ والإنحرافات , نتجنب البدع كما قال : ].. وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار {وكما يجب أن نتحرى الصدق كما سلف ونتحرى الاتباع ؛ اتباع النبي الكريم واتباع هدي خلفاءه الراشدين كذلك يجب أن نَفِرَّ ونحذر من البدع والضلالات ؛ فإنها تؤدي بأهلها إلى الهلاك وإلى النار وبئس القرار , كما قال رسول الله r في الحديث الآخر : ] افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة , قالوا " من هي يا رسول الله ؟ " قال " من كان على ما أنا عليه وأصحابي " {هذا الحديث يلتقي مع ذاك الأول : ] عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين [ والصحابة كلهم إن شاء الله راشدون وكانوا مع الخلفاء الراشدين بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم في التمسك بكتاب ربهم وسنة نبيهم فرضوان الله عليهم , ومنها مثل ما قال إبرازا لقيمة ومكانة أصحابه رضوان الله عليهم : ]..من كان على ما أنا عليه وأصحابي [ , فعلينا أيها الإخوة في هذه الظروف العصيبة أيام التفرق والتشتت واتباع الأهواء أن نبحث جادين كل الجد عن هدي نبينا عليه الصلاة والسلام وهدي خلفاءه الراشدين ونعرفه حق المعرفة ونتمسك به أشد التمسك حتى نلقى ربنا وهو راض عنا , نسأل الله تبارك وتعالى أن يسدد خطانا وخطاكم وأن يثبتنا وإياكم على كتاب ربنا وسنة نبينا وأن يرزقنا وإياكم التقوى ومراقبته والإخلاص له في كل شأن , إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
السـائل :
جزى الله شيخنا فضيلة شيخنا الربيع على هذه الكلمة الطيبة المباركة إن شاء الله التي نرجوا من الله جل وعلا أن يجعها في ميزان حسناتكم يوم القيامة إن شاء الله , وننتقل بفضيلتكم شيخنا إلى أسئلة الإخوة السلفيين : السؤال الأول يقول " هناك بعض الشبه التي يروجها أصحاب الأهواء من الذين يدعون أنهم سلفيون , من هذه الشبه " الشبهة الأولى " أننا نحذر من البدعة ولا نحذر من أصحابها لأن التحذير من أصحابها يفرق الصفوف " فما ردكم شيخنا على هذه الشبهة ؟
جواب فضيلة الشيخ :
هذه شبهة باردة ! يقولها مرضى النفوس , فإن البدعة ما ذنبها ؟ الحذر من صاحب البدعة والحذر من أهل البدع وأهل المعاصي وأهل الفسوق , والدليل أن الرسول r حذر منهم , تلا رسول الله عليه الصلاة والسلام قول الله تعالى : G هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ ..S, تلا رسول الله هذه الآية ثم قال : } فإذا رأيتكم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ! { , انظروا القرآن حَذَّرَ من أصحاب الزيغ وذمهم أشد الذم وبَيَّن خبث نواياهم , وسوء طواياهم ؛ لأنهم يتقصدون إضلال الناس , G... فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ S , بين الله سوء مقاصدهم ليحذرهم الناس وأكد ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله : } إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم [ , ماقال " احذروا البدع واتركوا إخوانكم ولا تُفَرِّقُوهم ما قال هذا الكلام !! هم تفرقوا , هم فرقوا الأمة ومزقوها . هل هم الآن على كلمة سواء حتى إذا جاء رجل يحارب المبتدعين تَحْصُل الفرقة ؟ هم متفرقون !! كم عندكم من الطرق ؟ كم عندكم من أصحاب الأهواء وأصحاب الضلالات ؟ هذا كلام لا يقوله إلا أهل الضلال وأهل الأهواء , مُحَامَاةً عن ساداتهم وقياداتهم وما شاكل ذلك ! وآثار السلف والحمد لله , الكتب مليئة بآثار السلف , من التحذير من الناس بأعيانهم , ألم يأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام بهجر بعض الصحابة لما تخلفوا عن عزوة تبوك ؟ قال " اهجروا التخلف خليكم مختلطين معهم ! أو أمر أهل المدينة عن بكرة أبيهم ألا يكلمهم أحد ؟ عليه الصلاة والسلام ولماذا ورد في الحديث وغيره هجران أهل البدع , هجران البدع ولا هجران أهل البدع ومقاطعتهم ؟ وكما سمعتم في نص هذا التحذير منهم , فهؤلاء يجمعون بين الجهل والهوى ولو عرفوا نصوص رسول الله عليه الصلاة والسلام ونصوص القرآن لما قالوا مثل هذه التفاهات ..نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع كلمة المسلمين على الحق ولا تجتمع كلمتهم إلا إذا طُهِّرَت أدمغتهم وحياتهم ومكتباتهم ومدارسهم ومناهجهم من البدع ومن أهل البدع .نعم , تفضل !
السـائل :
جزاك الله خيرا شيخنا , الشبهة الثانية يقول " إذا حذرت من صاحب الخطأ المنهجي فلا تسميه لأن هذا ليس من منهج السلف فالرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا أراد التحذير من شخص ما يقول " ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا " فما ردكم شيخنا على هذه الشبهة ؟
جواب فضيلة الشيخ :
قد لا ينفع هذا ! إذا نفع فذاك وإذا لم ينفع فلا بد من التعيين ," أفتان أنت يافلان ؟ " ونص على اسمه وحينما خطب رجل معين قال " بئس خطيب القوم أنت ! " ولما اعترض بعض الناس على حكمه في الجنين وجاء بكلام مسجوع قال " إنما هذا وأشار إليه من إخوان الكهان " فالتعيين أحيانا قد يضطر إليه الداعي الناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم , إذا أغنى الإجمال فلا بأس , وإذا لم يغن فلا بد من التعيين والتحذير من الشخص المعين ومن خطأه ومن كتابه الذي فيه الخطأ ! نعم , تفضل !
السـائل :
جزاك الله خيرا شيخنا , الشبهة الثالثة يقول " تقسيم الهجر إلى وقائي وتأديبي ليس عليه دليل من الكتاب والسنة , فجل النصوص التي وردت في الهجر إنما هي في الهجر التأديبي وهذا النوع من الهجر لا يصلح في هذا العصر لأنك لو هجرت شخصا وقع في بدعة ما لتأديبه وتعزيره فربما سيؤدي به هذا الهجر إلى الالتحاق بأهل البدع بخلاف ما إذا بقيت معه حتى يرجع إلى السنة أما الهجر الوقائي يقول فليس عليه دليل صحيح من سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ولا من سنة أصحابه رضي الله عنهم , وكل النصوص التي وردت عن أئمة السلف كالإمام مالك والإمام الشافعي والإمام احمد والأوزاعي وغيرهم إنما هي نصوص ضعيفة لا تصح , فما ردكم شيخنا على هذه الشبهة ؟
جواب فضيلة الشيخ :
هذا كذب ! هذا كذب على الله وعلى رسوله وعلى تاريخ الأمة الإسلامية وأئمتها . الهجر الوقائي والهجر التأديبي كله وارد والحمد لله , هذا الحديث الذي سقناه والآية , هجر إيش ؟ هجر وقائي ! ] فإذا رأيتم الذين سمى الله فاحذروهم ! [؛ هجر وقائي هذا وفي نفس الوقت تأديبي , وقائي تتقي شره وفي نفس الوقت تُأَدِّبُه لعل ذلك يحمله على التوبة , فلما يرى من أهل السنة احتقاره وازدراءه والنفور منه يجبره ذلك على العودة ! هذا تأديب أولا وقائي من شره وثانيا تأديبا له يحمله إلى العودة إلى الجادة , كذلك يعني قول النبي عليه الصلاة والسلام : } مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تجد منه ريحا طيبة وإما أن تبتاع منه { ؛ فهذا إغراء وحَضٌّ على مجالسة الصالحين لأنك دائما تكسب وتستفيد وتربح من مجالستهم وأما جلساء السوء , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم : " كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة أو ريحا منتنة " والمعنى واحد , فهذا تحذير ! هذا من الهجر التحذيري وفيه هجر وقائي في نفس الوقت , وهؤلاء لايفهمون ! قد أعمى الله بصائرهم : G إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور Sوكلام السلف كثير في التعيين " عمرو بن عبيد وجهم بن صفوان وبشر المريسي " وتعيين الأسماء والتحذير منهم و إلى آخره سميه وقائي وسميه ما شئت ! بارك الله فيك , نعم تأديبي إلى آخر ما .. الإصطلاحات التي يتلاعبون فيها لصرف الناس عن المنهج السلفي واحترامه والموالات وعن الموالات فيه والمعادات فيه . قبل الشبهة الثالثة " أن الهجر لايصلح في هذا العصر " قولوا لهم هل نسخت شريعة محمد ؟ مالفرق بين هذا القول وبين قول من يقول إن الحاكمية حاكمية الله لا تصلح في هذا العصر ؟؟ الحكم بالإسلام لا يصلح ؟؟ مـالفـرق ؟ إن توقفت شريعة محمد الآن نستأنف شريعة الدجال ! هذا كلام باطل بارك الله فيه , هذا تكملة للسؤال الأول .
السـائل :
الشبهة الرابعة يقولون نحن نبغض البدع ولكن لا نعادي أصحابها , لأن البغض لا يستلزم العداء , فقد تبغض الشخص ولكن لا تعاديه واستادهم في ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام لما استأذن عليه بعض المنافقين قال : ] إئذنوا له بئس أخو العشيرة [ ولكن لما دخل عليه –يعني هذا المنافق – هش في وجهه وبش , فقوله عليه الصلاة والسلام يدل على بغضه له عليه السلام وبسطه في وجهه دل على أنه لم يعاديه , فما ردكم شيخنا على هذه الشبهة ؟
جواب فضيلة الشيخ :
هذه شبهة تافهة ! هم يعترفون بأن الرسول يبغضه , البغض فين محله , القلب وَلاَّ اللسان ؟ هو محله القلب ! إيه بارك الله فيك , لكن الرسول يعني ما أعطاه خشنة في الكلام عليه الصلاة والسلام , ونحن لا نقول اختشوا الكلام لأهل البدع بل نقول بالحكمة والموعظة الحسنة ونجادلهم بالتي هي أحسن , فهذا أحسن في أسلوب دعوة أهل البدع وغيرهم ؛ الكفار والفساق والجهال وأهل البدع , نستخدم في دعوتهم الحجة والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة وإذا يوافق ذلك أخلاقه الطيبة أُغْري هذا المبتدع وهذا الجائر وهذا السائل بالرجوع إلى الحق فهذا يرجع للإسلام والمبتدع والفاسق يرجع عن انحرافه , بارك الله فيكم .
السـائل :
أثابكم الله , السؤال التالي يقول شيخنا " ما هي ضوابط إقامة الحجة على من وقع في البدعة , وهل كل من وصلت إليه الحجة شريطا كان أو كتابا ولم يفهمه لكونه جاهلا أميا , فهل يعذر بجهله ؟
جواب فضيلة الشيخ :
إقامة الحجة لابد أن يتصدى لها من يمتلك الحجة والبرهان في احقاق الحق واطفاء الباطل وذلك يتمثل بالاستدلال بنصوص القرآن في قضايا معينة التي تعالج فيها هذا الضابط أو ذاك وكذلك من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ما يبن ويوضح ويقوي الحجة , فإذا فهم قامت عليه الحجة وإذا لم يفهم كأن يكون جاهلا مغرق في الجهل ولا يفهم , فعلى الداعية أن يصبر عليه حتى يفهمه وإذا كان أعجميا يأتي بمترجم يفهم اللغتين ؛ لغة القرآن ولغة هذا الشخص وتتم الترجمة يعني على الوجه الصحيح حتى تقام عليه الحجة , فمن قامت عليه الحجة إن كان كافرا ورفض الدخول في الإسلام تتطلب منه الجزية إن كان من أهلها فإن دخل وإلا فالسيف ! كما فعل رسول الله وصحابته الكرام , وإن كان مبتدعا وبدعته مكفرة قامت عليه الحجة ووجب أن يرجع وإذا لم يرجع فإن البدعة إن كانت مكفرة فهو كافر مرتد وعلى الحاكم المسلم أن يقيم فيه حكم الإسلام , الشاهد إنه يعني الحجة لابد فيها من الفهم يعني بلغوا القرآن والسنة وتفهمه إياها حتى يتضح له أنه على باطل ويتضح له الحق فيرجع إلى الحق , حينها حينئذ يكون قد قامت عليه الحجة والحكم حينئذ هو ما يستحقه إن كان كافرا أو كان مبتدعا مع التفصيل الذي سلف , بارك الله فيكم وإلى لقاء آخر عن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المصدر : موقع دار أهل الحديث السلفية / بتكوين مدينة أكادير المغربية
حمل المادة من هنا
http://www.fatwa1.com/upload/20/nassihaghaliya.doc